تعتبر الأسرة اللبنة الأساسية في بناء المجتمع، وتلعب دورًا حيويًا في تشكيل قيم الأفراد وسلوكياتهم. من وجهة نظر مركز تطوير الأسرة في الشارقة، الأسرة هي البيئة الأولى التي يتلقى فيها الفرد قيمه ومبادئه الأساسية التي تؤثر على حياته بشكل عام. يرى المركز أن الأسرة ليست مجرد مجموعة من الأفراد المرتبطين بصلات الدم والزواج، بل هي مؤسسة اجتماعية تقوم على الحب، والتفاهم، والتعاون، والدعم المتبادل.
يؤكد مركز تطوير الأسرة في الشارقة أن الأسرة السعيدة والمستقرة هي أساس المجتمع المتماسك والمتطور. فالعلاقات الأسرية القوية والمستقرة تساهم في تنشئة أفراد قادرين على مواجهة تحديات الحياة بثقة وفاعلية. يسعى المركز إلى تعزيز هذه القيم من خلال تقديم برامج توعية واستشارات تهدف إلى دعم الأسر في جميع مراحل حياتها.
واحدة من الركائز الأساسية التي يركز عليها المركز هي تعزيز التواصل الفعّال بين أفراد الأسرة. حيث يُعدّ التواصل المفتوح والصادق بين الزوجين، وبين الوالدين والأبناء، أساسًا لفهم متبادل ولحل المشكلات بطرق بناءة. يوفر المركز ورش عمل ودورات تدريبية تساعد الأسر على تطوير مهارات التواصل وحل النزاعات بطريقة إيجابية.
كما يؤمن المركز بأهمية التربية الإيجابية التي تقوم على الحب والاحترام والتوجيه السليم. تربية الأطفال ليست فقط مسؤولية الوالدين، بل هي عملية تشاركية تشمل جميع أفراد الأسرة. يتبنى المركز برامج تهدف إلى تعزيز مهارات التربية الإيجابية وتشجيع الآباء والأمهات على توفير بيئة داعمة ومحفزة للأطفال للنمو والتطور بشكل صحي وسليم.
يهتم مركز تطوير الأسرة في الشارقة أيضًا بالجوانب النفسية والاجتماعية للأسر، حيث يقدم خدمات استشارية لدعم الصحة النفسية لأفراد الأسرة. يشمل ذلك تقديم الدعم النفسي للأطفال والمراهقين، ومساعدة الأزواج على تجاوز التحديات النفسية التي قد تواجههم في حياتهم اليومية.
بالإضافة إلى ذلك، يلعب المركز دورًا هامًا في تعزيز القيم الاجتماعية والدينية التي تعزز الترابط الأسري. من خلال البرامج الثقافية والدينية، يسعى المركز إلى ترسيخ القيم والمبادئ التي تجعل من الأسرة وحدة متماسكة ومستقرة.
في الختام، من وجهة نظر مركز تطوير الأسرة في الشارقة، الأسرة هي الركيزة الأساسية في بناء مجتمع قوي ومتماسك. من خلال تعزيز التواصل الفعّال، وتبني التربية الإيجابية، ودعم الصحة النفسية، وتعزيز القيم الاجتماعية والدينية، يهدف المركز إلى خلق بيئة أسرية مستقرة وسعيدة تسهم في تطوير الأفراد والمجتمع ككل. يعتبر المركز الأسرة المكان الذي يبدأ فيه بناء الإنسان وتطوير مهاراته وقدراته لمواجهة الحياة وتحدياتها بفاعلية وثقة.