يعد الأطفال في أي مجتمع أساس استمراره ونموه فهم الطاقة البشرية المنتظرة لأي مجتمع ، وبقدر ما يبذل هذا المجتمع في تهيئة الأطفال لهذه المهمة تكون نسبة نجاحه واستفادته من هذه القوى البشرية الواعدة ، فالعناية بها ضرورة شرعية واجتماعية واقتصادية باعتبار العنصر البشري من أهم العناصر اللازمة للإنتاج بشكل عام فالتنمية الاقتصادية الشاملة تتطلب طاقات بشرية واعية داعمة تلم بأصول العمل والإنتاج وتملك المعارف والمهارات اللازمة وتعيش استقرار أسري مدعوم بتكيف اجتماعي سليم مع النفس والمجتمع. ومن هنا جاءت فكرة ملتقانا الأسري الخامس” من أجل مستقبل أفضل للطفل” للتأكيدعلى أهمية العناية بحقوق الطفل بالرعاية الوالدية ضمن أسرة مترابطة والتأكيد على ضرورة حمايته من قبل الدولة بشكل عام والمجتمع بمختلف مؤسساته الرسمية وغير الرسمية حق ملزم لكل طفل بهدف إيجاد أنماط وأساليب تربوية حديثة تساعد على خلق جيل قيادي قادر على ولوج عالم المستقبل من خلال الإعداد السليم والتنمية الصحيحة للطفل .
وقد شارك عدد من الأساتذة المختصين في رفد هذا الملتقى بخلاصة دراساتهم العلمية وتجاربهم الحياتية للمساهمة في توعية ودعم الأسر بحقوق الطفل بأساليب التنشئة السليمة كل حسب مجاله واختصاصه حيث تطرق الدكتور عبد الله بن ناصر السدحان إلى شريحة الأطفال الأيتام واللقطاء وخصصهم ضمن فئة الأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية متناولاً حقوقهم والآلية المناسبة لتوفير هذه الحقوق بورقة عمل تحمل عنوان” حقوق الأطفال المحرومين من الرعاية الوالدية وكيفية تحقيقها ” مشيراً إلى انطلاق أسس الرعاية لفئة المحرومين من الرعاية الوالدية من منطلقات ثابتة مستمدة أصولها من شريعتنا الإسلامية العظيمة والتي تؤكد على منزلة الإنسان ومكانته باعتباره مكرم من قبل الله عز وجل حيث كرمه وفضله على كثير من خلقة، ومما يزيد في تكريم الأيتام الضعف الذي يعيشونه بسبب هذا اليتم ، ومن هنا وجب حسب رأي الباحث إلى ضرورة التعريف بحقوق هذه الفئة والتي أوجزها ب:
حق الحياة وسلامة النفس البشرية ووجوب الحفاظ عليها وتحريم التعدي عليها بأي فعل أو وسيلة ، حق الحرية والتي تمكن الإنسان على إتيان أي عمل لا يضر بالآخرين، حق النسب والانتساب لأبيه حتى لاتضيع حقوقه بالإنفاق والإرث…الخ، حق الرضاعة ، حق النفقة ، حق الولاية وخاصة للأطفال الأيتام وبأوجهها الثلاثة (ولاية الحضانة وهي تربية الطفل في الفترة التي لايستغني فيها عن النساء وهن أحق بحضانة الطفل بهذه المرحلة، ولاية النفس والمقصود بها التأديب والتربية والتوجيه والإرشاد بعد انتهاء فترة الحضانة، وهي مرحلة مشتركة بين الآباء والأمهات إلاأن الدور الأكبر فيها يكون للرجال ، لما لهم من القوة والقدرة والشدة أكثر من النساء، ولاية المال فتقتضي المحافظة على أموال الطفل اليتيم خاصة لكونه عديم التجربة على أن تعاد إليه عند الرشد). حق الكفالة وهي خاصة بالطفل اليتيم أو اللقيط لاحتياجه إلى رعاية خاصة أكثر من بقية الأطفال، حق التعليم ، حق اللعب فهي جزء من شخصية الطفل التي تنمو بقدر نموه الجسمي والعقلي، حق الرحمة ، وأخيراً حق المخالطة. وفي الختام حدد الباحث كيفية توفير هذه الحقوق للطفل المحروم من الرعاية الوالدية عن طريق مجموعة من النظم هي: نظام التبني ، الرعاية الإيوائية في الدور الاجتماعية ، قرى الأطفال(sos) نظام الأسر البديلة .
أما بالنسبة لتكامل الأدوار في رعاية الطفل فقد تناولت الأستاذةأمينة خليل إبراهيم ضمن ورقة العمل المطروحة من قبلها ” “تكامل الأدوار في رعاية الطفل “ فقرأت الدليل التشريعي النموذجي لحقوق الطفل العربي والمعتمد من جامعة الدول العربية والذي ركز على حقوق الطفل في النسب والرضاعة والحضانة والنفقة والرعاية الصحية والاجتماعية والرعاية البديلة للأطفال الذين يعانون من ظروف أسرية ، وحق التعليم وحقوق الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، وحقوق حماية الطفل من العنف والإهمال ، ورعاية الأحداث المنحرفين ، مؤكدة أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف في مصافي الدول القائمة على حقائق الرعاية الشاملة للطفل وذلك من خلال تضافر الجهود بين المؤسسات القائمة عليها ، ومن خلال مد جسور التواصل والتعاون والتنسيق وصولاً إلى تكامل الأدوار وعدالة توزيع الخدمات لتصل إلى محتاجيها في كل بقعة على أرض الدولة .هذا وقد أكدت الباحثة على أهميةالأسرة مطالبة إياها بالاطلاع على أدوار المؤسسات الراعية للطفولة والخروج بالطفل من أسوار البيت والمدرسة إلى آفاق أكثر اتساعا تصقل شخصيته وتبرز مواهبه وتقود خطاه على طريق الرخاء وبناء المجتمع .
فيما تطرقت الدكتورة زكية الصراف إلى موضوع” ” دور التربية الايجابية وتأثيرها في تنشئة طفل المستقبل ” مبينة أهم الوسائل والطرق الواجب اتباعها لإعداد أطفال أسوياء من خلال تدريب الوالدين على مهارات التربية الايجابية نتيجة التغير الاجتماعي السريع الذي نعيشه في الوقت الحاضر وفشل الأساليب الأخرى كالتربية التسلطية على الأطفال التي تقوم على أساس علاقة غير تكافئية بين الوالدين سابقاً والأسلوب المتساهل المتفهم القائم على تلبية كافة حاجات الطفل ورغباته دون قيود أو ضوابط علمية محددة. مشيرة إلى واقع المجتمعات العربية بشكل عام وما عاشته من تحولات اجتماعية واقتصادية وتكنلوجية سريعة ومتتابعة ظهرت آثارها الواضحة على الزيادة المطردة في مجال تعليم المرأة ودخولها مجال العمل مما أثر على تركيبة الأسرة العربية وعلى علاقة الآباء بأبنائهم وما أصبح عليه الأبناء من إدراك لحقوقهم وعدم إدراك لمسؤلياتهم بالجهة المقابلة وبسعي الآباء لتنشئة أطفال مسؤلين تجاه أنفسهم وتجاه الآخرين حاضراً ومستقبلاً بات ضرورياً وعي الآباء وتدريبهم بالأساليب الحديثة للتربية الإيجابية ، وهي تحقيق النمو السليم المتكامل لكل من الفرد والمجتمع على حد سواء ، مبينة أهمية التربية الإيجابية للطفل والوالدين أو المربين بشكل عام محددة عدد من مهارات التربية الإيجابية والتي يمكن إيجازها ب: –
- Ø مهارات التواصل الفعال من ( تواصل لفظي، إلى الوضع الجسماني للمتكلم والمستمع ، إلى مهارات التواصل غير اللفظي ، والاحترام المتبادل ، وأخيرا مهارات تغير نبرات الصوت والإصغاء الفعال .
- Ø مهارات التشجيع الفعال .
وفي ختام الورقة قامت الباحثة بطرح عدة توصيات تصب في مجملها بطرح أساليب تدريبة والتوجيهات الاجرائية للآباء تتماشى مع التطورات التي نعيشها في مجتمعاتنا وأوطاننا العربية .
وضمن المحور التربوي تناول الأستاذ أحمد سليمان الحمادي ورقة عمل بعنوان(التربية والغاية) موضحاً خلالها ضرورة تعاون المؤسسات المجتمعية والأسرة والمدرسة كشركاء في عملية التنشئة الاجتماعية وفق الأسس والأساليب العلمية الحديثة وبظل التطور الذي شمل كل مناحي الحياة كي لا تكون مسألة التنشئة الاجتماعية للأبناء عبء يثقل كاهل الآباء ، وفي الختام تطرق الباحث إلى ذكر مجموعة أساليب أو مهارات راجياً من الآباء اتباع الآتي لتحقيق الغاية من التربية الصحيحة وهي :
- Ø خلق الروتين لدى الأبناء .
- Ø بناء الطموحات .
- Ø تحقيق الأمن الذاتي لدى الأبناء .
- Ø بناء الهوية .
- Ø بناء الإرادة والتحدي .
- Ø تعليمهم النجاح .
وجاءت ورقة الطالبة شيماء عبيد وهي طالبة في الصف الثاني عشر / الفرع الأدبي والتي تحمل عنوان ” كيف أكون فتاة ستار أكادمي ” لتطرح تجربتها كتجسيد عملي لما يعيشه أقرانها من فئة الشباب حيث شبهت أحوالهم كنبتة اجتثت من بيئتها الطبيعية وزرعت في بيئة تناقضها تماما فتذبل شيئا فشيئا حتى تهلك من خلال ما يفرضه علينا الإعلام الهابط من برامج استنزفت ساعات طوال من أوقاتنا وتركتنا متسمرين أمام شاشات التلفاز أو قنوات الاذاعة نتابع برنامج ستار أكادمي مثلا،محددتاً من خلال متابعتها لهذا البرنامج تحليل كامل لحقيقة أهدافه وأسباب نجاحه من خلال (الإبداع والجدية في الفكرة والطرح من القائمين على مثل هذه البرامج بالإضافة إلى دقة التخطيط والتميز في الإدارة واستخدام التقنيات ، وأخيراً الصبر على تحقيق هدفهم) وموظفة ذلك وضع سياسة تحدي لها ولأقرانها لتحقق النجومية التي تتلألأ لتسطع أمام الأجيال القادمة بعلميتها وقيمها الإسلامية واتسموا بإنسانيتها بين الشعوب والدول ، باكتشاف علمي يفيد الإنسانية ويسهل حياة البشرية .