ندوات «التنمية الأسرية» تضيء طريق الشباب

الشباب هم صمام الأمان، وقوة الأوطان، وثروة الأمة وقادتها، والفتاة هي أم المستقبل ومربية الأجيال. ويحتاج الشباب الذي يملؤه الحماس والطاقة إلى من يرشده ويوجهه لاستغلال هذه الإمكانيات الاستغلال الأمثل، والسير بخطى ثابتة نحو المستقبل، إلى جانب تأهيله وتسلحه بالعلم والأفكار المستنيرة وطرق التعامل الصحيحة مع المواقف المختلفة.
من هذا المنطلق تعمل إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، على تسليط الضوء على الشباب لأنهم صانعو المستقبل، وتنظم لهم الندوات والمحاضرات من قبل نخبة من المتخصصين والباحثين في المجالات المختلفة من أجل التوعية والإرشاد، وتقديم نماذج ناجحة في المجتمع لتعرض على الشباب تجاربهم وكيف تغلبوا على الصعوبات التي واجهتهم من أجل الوصول لهدفهم المنشود.
آمنة البريمي، طالبة، تقول: «حرصت على حضور هذه الندوة الخاصة ببرنامج رؤى فكرية، التي يحاضر فيها باحثون ومتخصصون في مجال التنمية البشرية وتطوير الذات، وعلمت من خلال الندوة أن مراكز التنمية الأسرية توفر خطاً ساخناً متعلقاً بالاستشارات الأسرية. وفي حال مواجهة أي أسرة مشكلة خاصة، يجب تجنب الذهاب إلى الأصدقاء لأنه ليس لديهم الخبرات الكافية لحل المشاكل، بل يجب الاستعانة بالدارسين القادرين على إعطاء توجيهات ونصائح صحيحة، كما تعلمت أهمية التطوع وأنه يرتقي بالفرد والمجتمع، وواجب على كل فرد لأنه يرد جميل الوطن بتقديم خدمات من دون مقابل لأفراد المجتمع، كما يحدد شخصية الفرد ويثقل خبراته، وسبق أن تطوعت من قبل في تحفيظ الأطفال في حلقة قرآن».

وتؤكد الطالبة أماني إبراهيم، أنها استفادت كثيراً من حضور الندوة، وتعلمت أن وضع الأهداف في الحياة ضرورة تعينها على تحمل الصعاب أثناء رحلتها لتحقيقها. تقول: «أن أكون على علم بأن الطريق للوصول للحلم سوف يكون محفوفاً بالصعوبات، يجعلني على استعداد دائم، ومنه تأتي الإرادة والإصرار والصبر وعدم الاستسلام عند أول محطة، وأنا استفدت كثيراً من تجربة مهرة الفلاسي مديرة شؤون العملاء بطيران الإمارات، التي عرضت خلال الندوة، وكيف وصلت لهذا المنصب وأصرت على تحقيق هدفها، وكيف مرت بمراحل كثيرة تعلمت واستفادت منها الكثير من الخبرات، ورغم ذلك لم يتوقف طموحها وتتطلع إلى مزيد من النجاحات».
«التعرف إلى الخطوط العريضة شيء مهم وأحد المتطلبات لوضع النقاط الرئيسية على أحرف المستقبل الواضح»، هكذا بدأت ربا بسام حديثها. وتضيف: «أردت أن أتعرف من المتخصصين والباحثين وأستمع إلى نصائحهم بخصوص المستقبل، خصوصاً أننا سنكون أمهات ومسؤولات عن أسرة وتنشئة أجيال لذلك يجب أن نكون مؤهلات لتولي القيادة، ومن أهم مقومات الفتاة الناجحة التي أكد عليها المتخصصون خلال الندوة كان التمسك بالتعليم، وأن يكون من أول الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها بأعلى مستوى، لأن التعليم هو الذي يحدد مستقبلنا، فضلاً عن أهمية تنمية المواهب لأنها تصقل شخصية الفرد، وأنا أحب السباحة والرسم ودائماً أشترك في المسابقات المدرسية وأتفاعل مع زملائي».
وتحب الطالبة سناء محمد، أن تكون متميزة في تفكيرها وأسلوب حياتها، لذلك فهي تحرص على التركيز في الدراسة حتى تكون من المتفوقات. تقول: «سأختار في تكملة دراستي الجامعية المجالات المميزة، وسأحرص على ألا يكون التميز على المستوى الأكاديمي فقط، بل أعمل على أن يشمل جميع جوانب الحياة». وتضيف: «تسليط الضوء على مستقبل الشباب من قبل المسؤولين يساعدنا كثيراً ويفتح الآفاق أمامنا، للاطلاع على أشياء نغفل عنها، لنعيد التفكير بها، ومن هنا يأتي تحديد الأولويات حسب رغبات وميول كل شاب وفتاة».
وتؤكد رزان عدنان، طالبة، على ضرورة عدم الاستسلام للفشل، قائلة: «تواجهنا خلال مراحل حياتنا المختلفة صعوبات كثيرة، وهناك من يستسلم في أول محطة، وهناك من يعتبر هذه الصعوبات تحديات ويتحلى بالصبر، ويعتبرها مسابقة فمن سيتغلب على الآخر؟ ومع الإصرار والإرادة تمر كل الصعوبات ويتعلم منها الإنسان وتصقل خبراته، ونحن حالياً في مرحلة الثانوية العامة، التي تعتبر من المراحل الصعبة، واختباراً لمدى تحملنا وكيف نتغلب عليها لنصل إلى هدفنا المنشود».

أجيال محظوظة بالتوجيه

تؤكد الدكتورة ليلى البلوشي، مدربة في التنمية البشرية، من خلال المحاضرة التي ألقتها خلال الندوة أن شباب هذا العصر محظوظون، لأنهم وجدوا من يوجههم وينصحهم، بينما الأجيال الماضية كانت بلا هدف، وكان التعليم من الأشياء المهمشة ولا يوجد اهتمام به مثل الآن، كذلك كان لا يوجد من ينصحه بالتوجه إلى تخصصات معينة لحاجة سوق العمل لها، لذلك يجب على الشباب استغلال هذه الفرصة ووضع التعليم والدراسة في مقدمة أولوياتهم والإصرار على تحقيق الهدف والوصول لأعلى الدرجات. وتؤكد البلوشي أهمية العمل بضمير وإخلاص وعدم الملل من الدراسة، وألا يعتبرها الطلاب واحداً من الهموم الملقاة على عاتقهم، ووضعها في المقام الأول حتى تصبح سهلة وبسيطة، لأن فيها تقدم البلاد ورقيها، الذي لا يكون إلا من خلال الأجيال الجديدة وتنشئتها تنشئة سليمة وزرع الأسس والمبادئ والقيم والأخلاق الحميدة، مشيرة إلى مقولة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة: «كفانا من ثورة الكونكريت ولنتحول إلى بناء الإنسان»، وهذه دعوة للاتجاه إلى بناء العقول لأنها هي التي تبني المستقبل.